أدونيس: تغيير النظام السوري مشكلة ثانوية

نشر في 21-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 21-05-2014 | 00:02
يعرض جانباً من أعماله في غاليري سلوى زيدان

أكد الشاعر السوري أدونيس أن التغيرات التي طرأت على الأنظمة الحاكمة في الدول العربية منذ الخمسينيات لم يكن لها نتائج إيجابية على الواقع.
رأى الشاعر أدونيس الذي تعرض للانتقاد بسبب مواقفه التي اعتبرت مراعية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد أن «مشكلة تغيير النظام مشكلة ثانوية» في سورية، والأهم هو «تغيير المجتمع».

وأوضح أدونيس على هامش افتتاح معرضه الفردي «معلقات» في غاليري سلوى زيدان الخاص في جزيرة السعديات في أبوظبي مساء أمس الأول أن «مشكلة تغيير النظام مشكلة ثانوية، في حين أن المشكلة الجذرية التي نحتاج إلى حلها هي تغيير المجتمع، إذا كانت هناك قوى ثورية فعليها أن تغير المجتمع وليس الانظمة».

الانتخابات الرئاسية

ومضى يقول «لقد غير العرب الأنظمة الحاكمة منذ الخمسينيات في كل من العراق وسورية ومصر السودان والجزائر، ومع ذلك لم يتحسن الواقع».

من جهة أخرى، أكد الشاعر أن انتخابات الرئاسة المرتقبة في سورية لن تضع حدا للحرب، مشددا على أنه «ليس هناك ما يحل مشكلات العرب وليس سورية وحدها إلا شيء أساسي، وهو الفصل الكامل بين الديني والاجتماعي والسياسي، الدين يهيمن سياسيا واقتصاديا، ولن تكون هناك حلول جذرية لا في سورية ولا في المنطقة إلا بذلك».

وقد ادى النزاع السوري منذ مارس 2011 الى وقوع اكثر من 160 ألف قتيل.

ويعتبر أدونيس واسمه الاصلي علي أحمد سعيد اسبر من اهم الشعراء العرب المعاصرين، وقد ورد اسمه مرات عدة كمرشح للفوز بجائزة نوبل للآداب.

وولد أدونيس في الاول من يناير 1930 في عائلة علوية قرب اللاذقية في شمال سورية ويقيم في فرنسا منذ عام 1985. وقد ساهم في تجديد الشعر العربي المعاصر وترجم الكثير من اعمال الكتاب والشعراء الفرنسيين.

وتعرض الشاعر لانتقادات من جزء من المعارضة والمثقفين السوريين لمواقفه التي اعتبرت مراعية للنظام السوري.

وأكد أدونيس «مأخذي على الثورات العربية أنها شوهت الثورة وجمالها وحقيقتها، وهي كالانظمة العربية تماما، المعارضة السورية والنظام السوري في نفس الموقع بالنسبة لي».

وطرح صاحب كتاب «الثابت والمتحول» إمكانية تحقيق العلمانية في المنطقة العربية مثلما حققتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا. وقال: «لابد أن نعيد قراءة الموروث بشكل جديد قراءة حرة وتتيح المجال للتعددية. للفرد أن يؤمن كما يشاء، أما الجامعة والعائلة والسياسة والدولة فلم تتدين؟»

ويستمر معرض أدونيس المنفذ بطريقة الكولاج على الورق وباستخدام الخط العربي، الى يونيو المقبل.

ويقدم فيه أدونيس تصورا معاصرا للمعلقات العشر لكبار الشعراء العرب في العصر الجاهلي، التي كتبت بماء الذهب وعلقت داخل الكعبة باعتبارها الأكثر بلاغة. وهي قصائد طويلة لكل من امرئ القيس وطرفة بن العبد والحارث بن حلزة وعنترة بن شداد ولبيد بن ربيعة وعمرو بن كلثوم والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى وعبيد بن الأبرص والأعشى. ويضم المعرض أعمالا أخرى متفاوتة الاحجام تتراوح أسعارها بين 6500 و45 ألف دولار.

وأوضح أدونيس «فترة ما قبل الإسلام تهمني كثيرا، وخصوصا الشعر لأنها تعبر عن عمق ما لدى العرب قبل الاسلام، والمعرض تحية للتعبير عن الحرية والمغامرة والابداع، وهو تحية أيضا للقيم التي تمثلها المعلقات العشر، ففي هذه المعلقات العشر ما يمكن أن نتحاور معه اليوم مثل الحرية والفردانية والعلاقة مع الجماعة والعلاقة بين الإنسان والإنسان».

(أبوظبي- أ ف ب)

back to top